أمي بابا أحكيولي..مشروع تربوي تونسي يناقش التنوع والخصوصية مع الأطفال
كشفت مبادرة "أمي بابا.. أحكيولي" (Dis maman, dis papa) عن ثاني إصداراتها ضمن سلسلة تحمل الاسم نفسه، في إطار مشروع تربوي تمّ إطلاقه العام الماضي بالتعاون مع عدّة جمعيات، موجّه بصفة خاصة إلى الأولياء والإطار التربوي، ليكون وسيلة توعوية وتحسيسية بجملة من القضايا المجتمعية الهامّة تستهدف الأطفال بأسلوب بيداغوجي يراعي خصوصية هذه الفئة وفق مقاربة دامجة.
فبعد الإصدار الأوّل حول الخصوصية ("أمي بابا.. أحكيولي على الخصوصية")، عرضت المبادرة كتابها الثاني الذي يتناول قضيّة التنوّع (La diversité).
وقالت المكلّفة بالاتصال آية النهدي في تصريح لموزاييك إنّ هذا المشروع التربوي الطموح "تونسي مائة بالمائة"، ويهدف إلى أن يكون بوصلة لأسلوب تناول القضايا والوضعيات الاجتماعية المعقّدة مع فئات عمرية ذات خصائص إدراكية ونفسية ومعرفية مختلفة عن الكهول، ضمن سياق مجتمعي متحوّل يختلف عن المجتمع الذي عرفه الآباء، خاصة بعد التغيّرات التي شهدتها تونس ابّان "الثورة".

وأوضحت النهدي أنّ مبادرة "أمي بابا.. أحكيولي" تطرح قضايا مجتمعية متنوعة على غرار حماية البيئة، والتنوّع والوطنية، ومكافحة الفساد، والخصوصية، وغيرها من المواضيع، وفق مقاربة ترتكز على مبادئ الإدماج والاحترام المتبادل، من خلال اعتماد الكتاب كوسيلة للتبليغ بلغات مختلفة، منها العربية والفرنسية والإنقليزية، إضافة إلى الدارجة التونسية.
كما حرص القائمون على المبادرة على إصدار نسخ مكيّفة بلغة الإشارة، وبطريقة برايل (Braille) ، وأخرى مخصّصة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، بما يضمن الإدماج وتكافؤ فرص الوصول إلى المعرفة.

"أحكيولي على التنوّع"
يهدف هذا الإصدار إلى تعريف الأطفال بجمال التنوّع الثقافي والاجتماعي والجسدي.
وتقدّم القصة، التي تدور أحداثها في صفاقس، شخصيات لأطفال ينحدرون من أوساط اجتماعية مختلفة، يجدون أنفسهم في مواقف تُبرز قيم التسامح والشجاعة والصداقة كعناصر أساسية وهامة.
وقد حرصت مؤلّفة الكتاب رجاء العمري على استخدام لغة بسيطة تتماشى مع مختلف الفئات المستهدفة، فيما عكست الرسوم التي أنجزتها ملاك الجربي البيئة التونسية، مما يساعد الطفل على التعرّف على ذاته في القصة.
ينقسم الكتاب إلى عدّة أقسام وهي: دليل قراءة للأولياء، وقصة مصوّرة، وألعاب توعوية، وكتيّب أخضر موجّه للمختصّين والجمعيات.
وقد تمت مراجعة المحتوى والموافقة عليه من قبل أخصائي نفسي للأطفال.
تمّ الإعلان عن هذا الكتاب خلال "منتدى التجديد من أجل المستقبل"، الذي جمع جهات فاعلة في مجال الطفولة، وركّز على إعادة التفكير في موقع الطفل داخل المجتمعات الحديثة، واعتماد تربية تقوم على مبادئ التنوّع والإدماج.
وقد نُظّم المنتدى بالشراكة مع جمعيات تُعنى بالأشخاص ذوي الحاجات الخصوصية، وبحضور أخصائيين قانونيين قدّموا توصيات تتعلق بمواءمة القوانين مع فكرة التنوّع والاختلاف.

"أحكيولي على الخصوصية"
في العام الماضي، أصدرت المبادرة كتابها الأوّل بعنوان "أمي بابا.. أحكيولي على الخصوصية"، الذي يتناول مفاهيم السلامة الجسدية والنفسية وحقّ الطفل في الموافقة أو الرفض.
مساع لشركات أوسع مع هياكل عمومية
ينظّم المشروع أيضًا ورشات حوارية تفاعلية تجمع الأطفال وأولياءهم، بهدف تعزيز الحوار بين الأجيال. وتُعقد هذه الورشات في المكتبات والمهرجانات الموجّهة للطفولة.

كما يعتزم القائمون على المبادرة تنظيم ورشات في المدارس في تونس وصفاقس.
وتسعى المبادرة إلى عقد شراكات مع المؤسسات العمومية والهياكل ذات العلاقة بقطاع الطفولة لتحقيق استفادة أكبر من هذه المؤلفات والوصول إلى شريحة أكبر من الفئة المستهدفة من هذا المشروع.
شكري اللّجمي